بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة البحث
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خير المرسلين
وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.وبعد ..........
لقد كلفني أستاذي الفاضل
الاستاذ الدكتور إمام الشافعى
بكتابة هذا البحث كدراسة يقوم بها الطلاب في كلية اللغه العربيه قسم التاريخ والحضاره بأسيوط
كجزء من مادة تاريخ الدوله الاسلاميه خلال عصر العباسين من مقرر الفرقه الثانيه بالكليه ، ترسيخاً لمهارات البحث العلمي وأصول الدراسات التاريخيه المنهجية على أعين ثلة من العلماء الأفذاذ أولي البصائر النافذة والأقدام الراسخة علما والأيد المتدفقة عطاءً والقلوب المتقدة حباً وإخلاصاً في المنافحة عن الدين الخاتم وأداء الأمانة التي حملوها بكل ثقة واقتدار غير آبهين بأشواك الطريق ولأواء المحن وكأنهم
تمهيد
تاريخ بغداد هو تاريخ يمتد عبر العديد من العصور و الأزمنة حيث تم بناؤها في العصر العباسي، و أطلق عليها في القديم اسم الزوراء، واسم مدينة السلام، وكانت ذات يوم عاصمة الدنيا، ومركز الخلافة الإسلامية. بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وسماها مدينة المنصور، وجعل لها أربعة أبواب هي: باب خراسان، وكان يسمى باب الدولة، لإقبال الدولة العباسية من خراسان، وباب الشام، وهو تلقاء الشام، ثم باب الكوفة، وهو تلقاء الكوفة، ثم باب البصرة، وهو تلقاء البصرة، وكان المنصور قد اختار لها هذه البقعة من الأرض على ضفتي نهر دجلة. تزخر بغداد بالكثير من المعالم التاريخية والحضارية، وأهمها المدرسة المستنصرية، والمساجد الإسلامية القديمة، والقصور الأثرية، والمتحف الوطني الذي يضم أهم الآثار العربية والبابلية والفارسية، وبها عدد من المقامات الدينية التي يقصدها الزوار للتبرك والتضرع، أهمها مقاما الإمامين موسى الكاظم ومحمد الجواد بالكاظمية من بغداد، ومقام أبي حنيفة النعمان ، ومقام الشيخ عمر بن حفص السهروردي. ومن أشهر مساجد بغداد مسجد الإمامين الكاظم والجواد، ومسجد الشهيد المبني على الطراز الأندلسي، وهو من أحدث مساجد بغداد، ومسجد الشيخ معروف الكرخي، ومسجد الخلفاء العباسيين المعروف قديما بجامع القصر أو جامع الخليفة، وجامع الحيدر خانه وهو من أتقن جوامع بغداد صنعة وإحكاما. و يوجد بها متحف تعرض فيه الآثار المختلفة من جواهر وعملات وهياكل بشرية وتماثيل من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن السابع عشر الميلادي ومن شواهدها الآثار الإسلامية التي تتمثل في بقايا سور بغداد ودار الخلافة والمدرسة المستنصرية ومقر المعتصم ومسجده الشهير وتحتوي على القصر العباسي والمشهد الكاظمى وجامع المنصور وجامع المهدى و جامع الرصافة والمدرسة الشرفية والمدرسة السلجوقية والمدرسة المستنصرية.
لمحه تاريخيه عن مدينه بغداد()
كانت بغداد أشهر مدن الشرق ،ومركز حضاره عالميه حتى سوطها عام1258على يد هولاكو المغولى.فأنها ،وقرطبه فى الاندلس ،كانتا مهد الحضاره الشرقيه .وجاء حديث الجغرافين والمؤرخين العرب القدامى عنها مفعماً بالفخر والإعجاب :افتتح ياقوت (1179_1229)كلامه عليها بقوله "أم الدنيا وسيدة البلاد "، ووصفها فى ثمانى صفحات كبيره وأعطى المسعودى (ت 957) عنها صوره ناصعه ،وسماها مدينه المنصور.
كان فى موضع المدينه ،قبل الاسلام ،قصر ساسانى ،وجسر من البواخر على دجله ،وقرى نصرانيه على ضفه النهر الغربيه ،حولها ديارا وأصبحت ،فى آخر القرن التاسع والقرن العاشر ،تضم أكثر من مليون نسمه .وربما تعجب الباحث من ازدياد الديارات والبيع فيها وحولها بعد بنائها .واحتوت ،فى القرن العاشر أربعه جوامع كبيره زيد عليها جامعان فى آخر القرن .
اختيار موقع بغداد()
رغب المنصور فى اتخاذ حاضرته الجديده وسط أرض خصبه يرويها ماء دجله والجداول التى ت؟أخذ ماءها من الفرات ،وفى مكان تسهل فيه المواصلات بين أجزاء دولته وتتوافى فيه سبل المعيشه .فأرسل رواداً يختارون له مكاناً يبنى فيه حاضرته الجديده .فدلوه على موضع فخرج إليه فى جماعه من رجال بلاطه وبات فيه. ولما أصبح سأل رجاله عن رأيهم فى هذا المكان فذكروا له طيب هوائه وجودة غذائه فأعجبه المكان ووجد فيه الذى يفى بأغراضه ثم دعا المنصور أهل تلك النواحى وسألهم عن المكان ،كيف هو فى الحر والقر وكيف هى أمطاره ؟فأخبره كل منهم بما عنده من علم ،وزياده فى التأكد بعث رجالاً من الأعيان عنده وباتو فى ذالك المكان وأتوه بأخبارهم .فأعجب المنصور موقع بغداد لما فيه ماذكره البغدادى فى تاريخه .قال :مزرعه يقال لها المباركه يحسن النزول بها لوقوعها بين أربعه نواحى ،وورود المؤن إليها من الشام والجزيره ومصر والهند والسند والبصره وواسط وأرمنيه وأذربيجان عن طريق دجله والفرات وفروعها .وهذا الموقع لفت إليه ابن خلدون فى مقدمته فقال فى اوضاع الحواضر وأختيار المدن:
"إما أن تقع على هضبه متوعرة من الجبل ،وإما باستداره بحر أونهر بها حتى لا يوصل إليها إلابعد العبور ، وطيب الهواء للسلامه من الامراض ،وقرب الزرع منها ليحصل الناس على الأقوات " وختم كلامه بقوله :لكن العرب لم يراعو هذه الشروط فى اختيار مواقع المدن التى أسسوها كالبصره والكوفه والقيروان التى كانت أقرب إلى الحواضر لأنها لم تراع فيها الأمور الطبيعيه
()ويذكر أن رجاله قداوضحو له صواب اختيار هذا الموقع ،وذالك بأن قالو له أن هذا الموقع تتلخص فيه عدة مواصفات كالاتى .
أنه بإقامته فى هذا الموقع تأتيه الميرة فى السفن من البلاد الواقعه فى اتجاه المغرب من خلال عبورها فى نهر الفرات،فتجيئه طرائف مصر والشام ،كما تأتيه الميرة فى السفن من بلاد الصين والهند والبصره وواسط ومن بلاد الروم وآمد والجزيره والموصل من خلال عبورها فى نهردجله،كما تأتيه الميرة من أرمينيه وما اتصل بها من بلاد من خلال عبورها فى نهر الزاب .
كما أوضحو له بأن عدوه إذا اراد أن يهجم عليه من المشرق والمغرب فإنه لا يستطيع ؛لان المدينه التى يقيم بها بين أنهار ، بالإضافه إلى أنها ذات موقع متوسط بين البصره وواسط والكوفه والموصل وسواد العراق كله ؛كما لا يمكن لأحد من العبور إليها إلا عن طريق جسر أو قنطره ،وهذا امر ذا فائده بالنسبه له _أيضاً _؛ فإنه إذا قطع الجسر وتم تخريب القناطر ،لم يستطع عدوه ان يصل اليه .كما انها قريبه من البر والبحر والجبل ولما سالهم عن اسم هذا الموضع ؟ قيل له :"بغداد" .فقال:"هذه ـ والله ـ المدينه التى اعلمنى أبى محمد بن على أنى أبنيها وأنزلها ، وينزلها ولدى من بعدى .ولقد غفلت عنها الملوك فى الجاهليه والاسلام ".
وقد استقر الاختيار النهائى على مكان تأسيس مدينه بغداد فى يوم 5 من ربيع الثانى سنه (144هـ/761م).
أسماء بغداد :
أختلف(1) المؤرخون والجغرافيون حول اسم بغدا وأشتقاقته على النحو التالى :
1-أن بغداد أسم فارسى قديم ,وأنه يتكون من كلمتين فارسيتين :بغ ومعناها الله.وداد ومعناها عطيه أى عطيه الله.
2-أن بغداد مكونه من كلمتين :بغ ومعناها بالفارسيه بستان .وداد أسم لرجل كان يملك هذا البستان.
3-قيل ان بغ أسم صنم .وداد من المصدر الفارسى دادن بمعنى عطيه وبذالك تعنى بغداد عطيه الصنم
4 -قيل ان بغداد كانت سوقاً يقصده تجادأهل فلسطينبتجارتهم فيرجون الربح الواسع.وكان أسم ملك الصين ".بغ"فكانوإذا انصرفو إلى بلادهم قالو "بغ داد"أى أن هذا الربح ربحناه من عطيه الملك .لأن داد بمعنى أعطى أى أعطاناه الملك.
5-سماها الخليفه المنصور مدينه السلام أو دار السلام تشبيهاً لها بالجنه فضلاً عن أن السلام أسم من أسماء الله سبحانه وتعالى ,كذالك يلاحظ أن نهر دجله كان يسمى بنهر السلام ايضاً.
6-سميت بمدينه الزوراء لأ مدخلها كان مزوره أو منحيه على شكل دهاليز او منعطفات ماتويه لأغراض دفاعيه .
7-سميت بالمدينه المدوره لأنها على شكل دائره.
8-سميت بمدينه المنصور نسبه إلى مؤسسها.
تأسيس مدينه بغداد
(1)جرت العاده فى البلاد الاسلاميه ان تتخذ كل أسره تلى الحكم عاصمه جديده لها.فأ تخذ الرسول عليه الصلاه والسلام يثرب مدينه له على أثر هجرته أليها , ولم تلبث أن اصبحت حاضره الاسلام, وأصبحت تسمى المدينه او مدنيه الرسول أو المدينه المنوره وظلت المدينه المنوره عاصمه للدوله العربيه الاسلاميه حتى عصر على بن أبى طالب , إذ تركها وأتخذ الكوفه حاضره للخلافه الاسلاميه وعندما إنتقلت الخلافه إلى معاويه بن أبى سفيان أتخذ دمشق عاصمه للدوله الأمويه.فلما قامت الدوله العباسيه فى العراق حتمت الظروف على الخليفه العباسى الأول أبى العباس السفاح على التحول من دمشق عاصمه الأموين لأسباب عديده منها: ان بنى اميه وانصارهم كانو يقيمون فى دمشق ,كذالك لبعد
دمشق عن خرسان مركز الثوره لعباسيه ,فقد أقتضى الأمر إتخاذ عليها الإموين ,فالعبسيون لم تكن لهم عصبيه بين العرب ,وإنما قامت قوتهم على الموالى من الفرس الذين كانو بعيدين عن دمشق .كما كانت قربيه من حدودالدوله البيزينطيهولم تعد آمنه من غارات جيوشهم عليها ,بينما كانت سياسه الدوله العباسيه الاتجاه صوب الشرق مع بلاد الهند والصين التى ستصبح هدف الفوتحات الاسلاميه فى العصر العباسى الاول.وكانت فكره إقامه حاضرة ً للدوله العباسيه موجوده عند خلفاء بنى العباس منذ اللحظات الأولى القيام دولتهم .فقد نزل أبوالعباس السفاح بمدينه الاأنبار الفارسيه القديمه الواقعه على الشاطىء الشرقى لنهر الفرات وبنى بها قصره الخلافى الذى أطلق عليه قصر الهاشميه نسبه ألى جده هاشم بن عبد مناف .وقد اطلق على القصر الخلافى والنشآت المحيطه به إسم مدينه الهاشميه أو هاشميه الاأنبار .ولما تولى أبو جعفر المنصور الخلافه بنى هاشميه جديده شمالى مدينه الكوفه أطلق عليها هاشميه الكوفه .ولكن سرعان ما كره المنصور الاإقامه فى هاشميه الكوفه وقرر البحث عن موقع جديده لباء حاضره جديده للدوله العباسيه .
تخطيط مدينه بغداد
(1)قد اسغرق بناء بغداد أربعه أعوام تقريباًمن 145إلى 149هجريه (762-766)م وقبل التخطيط أحضر المنصور المهندسين وأهل المعرفه بالبناء والمساحه وتقسيم الارض كما جلب اليها الصناع والفعله من الشام والموصل والبصره والكوفه وايران .ويروى المسعودى انه اشتغل فى بناء المدينه خمسون الف عامل يومياً,وانه انفق عليها ثمانيه عشر مليوناً من الدينارات. وقد جعل المنصور على العمال عدداًمن المراقبين كان احدهم الامام ابا حنيفه النعمان بن ثابت .
(2)وقيل ان المنصور اراد يولى القضاه ابا حنيفه النعمان صاحب المزهب الحنفى ,فمنتع فحلف ان لا يتركه حتى يوليه عملا من الاعمال , وحلف ابوحنيفه ان لا يفعل . ومما حدا المنصور عن معامله أبى حنفه هذه المعامله رغبته فى التحليل من يمينه والخروج منها ,وذهب بعض المؤرخين الى القول بأن المنصور عامل ابى حنيفه هذه المعامله لما رمى به من الانحياذ إلى دعوة محمد النفس الذكيه واخيه ابراهيم ,فحفظ له المنصور ذالك, فلما شرع فى بناء بغداد, عهد ألى ابى حنيفه فى عد اللبن والا شراف على البناء ,فبتكر طريقه لعد الطوب بالقصب .وهى طريقه سهله ,فأن كان طول الطوبه 30سم ,اتى ابىحنيفه بقصبه قاس بها صف الطوب ,وامكنه بذالك معرفه عدد الطوب بالضبط فى ذمن قصير وبدون عناء ,وقد احضر أبو حنيفه قصبه يعد بها اللبن والاجر, ثم وضع ابو جعفر المنصور اول لبنه بيده قال :بسم الله والحمد لله .والارض لله يورثها من عباده والعاقبه للمتقين , ثم قال : "ابنوا على بركه الله ".وذكروا ان المنصور احب ان ينظر ألى بغداد ويدرس تخطيطها قبل ان يحفى الاساس ,فأمر ان تخط طرق المدينه بالرماد ,ثم اقبل يدخل من كل باب ويمر فى فصلاتها وطاقاتها روحابها وهى مخطوط بالرماد,ثم
أمر ان يوضع على تلك الخطوط حب القطن ويصب عليها النفط , وتوقد فيها النار ,فنظر أليها واانار تشتعل وبذالك الوقوف على رسم مدينته الجديده , ثم حفرالاساس مكان هذه الخطوط.
ولقد بنيت بغدادعلى شكل دائرى وهواتجاه جديد فى فن بناء المدن الاسلاميه ,لان معضم المدن الاسلاميه كانت اما مستطيله كالفسطاط او مربعه كالقاهره او بيضاوية كصنعاء .ولعل السبب يرجع إلى ان هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت بدون لإستدارتها ,او لعل المنصور قد تأثر بهندسه ببعض العواصم الفارسيه القديمه مثل مدينه همذان مثلا ,المهم هنا ان خطه بناء بغداد تعتبر ظاهره معماريه جديده فى الفن المعمارى الاسلامى ,
(1)وقد روى الطبرى وغيره أن المنصور لما عزم على بناء بغداد أحب أن يعرف رسمها , فأمر أن تخط .طريق المدينه بالرماد ثم دخل من موضع كل باب ,ومر فى طرقات المدينه ورحايها وهى مخكوطه بارماد ثم امر ان توضع على تلك الخطوط حب القطن , ويصب عليه النفط .وتوقد فيه النار تشتغل , وبذالك أمكنه الوقوف على رسم مدينته الجديده .ثم حضر الاساس مكان هذه الخطوط وكان ذالك سنه 145 هـ.
(2)أبواب سور بغداد الخارجى
باب الكوفه ,ويقع فى الجنوب الغربى , وباب البصره , ويقع فى الجنوب االشرقى , وباب خراسان ويقع فى الشمال الشرقى , وكان على نهر دجله ويوصل إلى قنطره السفن الرئيسيه ,وكان يسمى باب الدوله ,لأستقباله قوة العباسيه من خراسان ,وباب الشام, ويقع فى الشمال الغربى .كان قطر مدينه بغداد من باب خراسان إلى باب الكوفه 2200اذرع , ومن باب البصره الى باب الشام كذالك وعلى السور أبراج ,سمك كل منها خمس اذرع , وبنيت عليه شرفات ,وبين السورين ستون ذراعاً, ويسمى السور الخارجى (سور الفصيل )وحوله الخندق ويسمى السور الخارجى سور المدينه .
وقد بنى المنصور قصره الذى يعلق عليه اسم قصر الذهب ,وبنى جامعه قبالته فى وسط المدينه , وبلغت مساحه القصر 160,000 ذراع مربع , وبلغت مساحه الجامع 40,000ذراع مربع ويعتبر قصر الذهب والجامع مركز الدائره حيث تفرغت من أبواب السور الداخلى الذى يحيط بمركز المدينه .أربعه شوارع رئيسيه منظمه , متجهه خارج المدينه على شكل محاور الدائره ,حتى تنتهى إلى الخندق
وقد إقيمت على جانبى هذه الشوارع ألابنيه العالية التى نسقت تنسيقاً بديعاً والتى كانت متشابه فى الشكل وأسلوب البناء.
(1) ويروى الخطيب البغدادى فى كتابه تاريخ بغدا ان من مزيه الاستداره_وجهود مركز المدينه على مسافات متساوية من أجزاء الدئره ,كما انه يعرض كل اجزاء المدينه لشمس والهوء ,كما ان التخطيط المربع أو المستطيل أفضل فى الدفاع والاستراتيجيه والحربيه من التخيط المربع أو المستطيل , فالا سوار المستديرة تتيح للمدافعين سهوله التحرك والرؤيه ,بينما تحجب زوايا المربع أو المستطيل جانباً من المنطقه المحيطه بالسور وتعرقل سير المدافعين ,فيتضطرون إلى التزام اركان المستطيل أو لمربع .
(2)وكانت المدينه تقع على الضفه الغربيه لنهر دجلة وكانت مدرجه الارتفاع نحوالداخل ,واذا تتبعنا أجزاء المدينه من الخارج ألى الداخل تلاحظ ما يلى :
1 خندفق خارجى تجرى فيه المياه عرضه 6 امتار .
2 سور خاجى من الطوب اللبن الكبير الحجم , يبلغ طول اللبنه الواحده حوالى زراع ووزنها نحو 200 رطل .
3 فراغ كبير عرضه 31 متر به بعض المزارع والاشجار ويعرف بالفصيل الاول .
4 سور آخر داخلى يمتاذ عن السور الاول بالسمك والا رتفاع و بأبراج الحراسه والمراقبه فهو يعتبر السور االاساسى للمدينه ,ويقال ان ارتفاعه كان حوالى 90 قدماً وان عرض قاعت عند اقدم ويقل سمكه تدريجياً إلى ان يصبح فى علاخ 37 قدماً.
5 فراغ ثان السجن ومساكن الحاشيه والقواد , وهو الفصيل الثانى .
6 سور ثالث يحيط بالميدان .
7 الميدان او الرحبه فى الوسط .
(1)قسم الخليفه المنصور ضواحى بغداد إلى أربعه أقسام ,جعل كل منها رئيساً , وعهد الى كل رئيس منهم بأقامه فى القسم الذى يشرف عليه , كما أمر أن تخط الشوارع والدروب , بحيث تكون المبانى منتظمه .وأ ن يسمى الشارع أو الدرب بأٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍِِسم القائد أو الرجل النابه الذى يقيم فيه .وسرعان ما عمرت الارباض (الضواحى ), وكثرت فيها المساجد والحمامات .
(2) نفقات بناء مدينه بغداد :
تطلب بناء بغداد كثيرا من النفقات , لان المنصور عمل على تحصينها تحصيناً منيعاً لتحاكى الحواضر الكبيرة , وخاصة القسطنطينية حاضره الروم فقد بلغت نفقات المدينة وما اليها من الأسوار ,والأبواب , والقصر والجامع , والاسواق والقباب والفصلان والخنادق وغيرها(2) مليون دينار من الذهب على روايه الطبرى وهكذا تأسست مدينه بغداد فى عهد أَبى جعفر المنصور , وقد بقيت المدينه على حالها إلى سنه 656هـ, حين خربها التتار بقياده هولاكو...
(3)ويعتبر الكرخ من ملحقات بغداد ,فقد حدث أن زار رسول ملك الروم الخليفة أبا جعفر المنصور , فأمر هذا حاجبه الربيع بن يونس فطاف به المدينة , فلما عاد قال له : كيف رأيت مدينتنا ؟ قال رأيت بناء حسناً إلا اننى رأيت أعداءك معك فيها وهم السوقة فالجواسيس يوافون من جميع الأطراف .
()كما أنشأ فى بغداد سنه 371،بمارستاناً للمرضى سمى بعده بالبيماستان العضدى ،وأحضر له كل ما يلزم من الادويه والآلآت ،ورتب له أربعه وعشرين طبيباً، منهم الجراحون والكحالون والمجبرون، وكان فيه دراسه للطب أيضاًومن كان يدرس فيه إبراهيم بن بكس
الخاتمة
وفي خاتمة هذا البحث أذكر نفسي وغيري بقوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ( الكهف: 110 )
ألا فلنعمل الصالحات ونجتنب الفواحش والموبقات ليرضى عنا رب الأرض والسماوات.
فقد رأينا كيف تكون عاقبة البعد عن الله وارتياد الطرق المعوجة المشبوهة، والعتو عن أمر الله سبحانه، وسوء الخاتمة والعذاب الأليم لمن كان هذا شأنه.
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا [ الطلاق: 8 - 9 ].
فمن رجى رحمة ربه فإليه يعود، فباب رحمته مفتوح غير موصود، وليكن سعيه من بعد حميدا، وفعله رشيدا، وقوله سديدا.
فإذا كان هذا حالنا رفع الله عنا الذل والضنى، والوبا والخنا، وصب علينا البركات صبا، ولم يجعل عيشنا كدا، وكان لنا نصيرا وسندا.
وبعد.. فهذا جهد المقل وبضاعته المزجاة، قصدت به وجه الإله، ثم النصح لمن كانت الفاحشة بلواه، والتنبيه لمن عافاه مولاه.
سائلا مولاي وخالقي أن يسدد قصدي، وينفعني به ومن بعدي، والباب مفتوح والصدر مشروح، لمن أراد أن يصحح خطأ، أو يقدم خيرا، وأفضلهم عندي من أهدى إلي عيبي.
تحت اشراف الاستاذ:الدكتور
إمام الشافعى
استاذ التاريخ والحضاره الاسلاميه بجامعه الأزهر
هشام ابوالحادى فى اسيوط م 2013أهم المراجع والمصادر
تاريخ الخطيب البغدادى (ابو بكر احمد بن على ت 364/1072م):
بغداد دار الكتب العلميه , بيروت , ب ت
حمدى عبدالمنعم حسين (دكتور كليه الآدب -جامعه الاسكندريه 2006م)
الدوله العباسيه دار المعرفه الجامعيه 40ش سوتير- الأزالايطة-ت 1630384/783ش قنال السويس - الشاطبى ت 6413795
احمد مختار العبادى (دكتور بجامعه الكويت والاسكندريه سابقاً)
الناشر مؤسسة شباب الجامعه 40ش الدكتور مصطفى مشرفه الإسكندريه /تليفكس 6949384
احمد شلبى (دكتور كليه دار العلوم -جامعه القاهره الطبعه السابعه 1982)
الناشر مكتبه النهضه المصريه 9شارع عدلى باشا بالقاهره
احمد رمضان (احمد رمضان احمد دكتور كليه الآداب جامعه عين شمس )
الجهاز المركزى للكتب الجامعيه والمدرسيه والوسائل التعليميه طبعه 1398هـ1978
أحمـــــــد أمين
ظهر الاسلام الجزء الاول الطبعه الرابعه الناشر مكتبه النهضه المصريه 1966
وليـــــــــــــــم الخازن
الحضاره العباسيه طبعه ثانيه الناشر دار المشرق ش م م
حسن الحاج حسن
حضاره العرب فى العصر العباسى
اسماعيل الدردير
تاريخ الدوله الاسلاميه خلال العصرين الاموى والعباسى مذكرات جامعيه غير منشوره جامعه الازهر كليه اللغه العربيه بأسيوط للعام الجامعى 2012/2013