- النزعة العلمية Scientific:
و نذكر هنا الخصائص التي تميز بها الفكر الفلسفي الحديث لاسيما بعد أن انفصل تدريجياً عن سلطة الدين فلم تعد الفلسفة مقيدة بقيود الكنيسة أو خادمة لها بل عبرت عن الواقع العلمي التجريبي في سائر المجالات إذ تجرأ الفلاسفة علي الواقع الطبيعي فبينما أن تفكير العالم يتميز بالموضوعية الخاصة بالبحث العلمي يحاول سبر أغوار الواقع بتحري جزئياته و تفصيلاته المختلفة ،ولا يستطيع أن يتدرج من هذه الجزئيات الي تعميمات شكلية،نجد أن الفيلسوف يقوم بجمع النتائج الدقيقة للأبحاث العلمية و يكون منها نظريات و تصورات و قيم عن العالم في المجالات الفنية و الخلقية و الدينية بحيث لا تتعارض هذه النظريات مع نتائج البحث العلمي أو تخل بمبادئه ،فالفلسفة في العصر الحديث أقتربت بجرأة من الواقع و هبطت من سماء المثل الي عالم المادة و الإنسان فتلمست مشاكله و سعت لخدمته و كونت نظريات العامة بالإتفاق مع ما توصل اليه العلم فجاز لنا أ نميزها بالطابع العلمي0
2- الطابع الفردي Individual:
الفكر الفلسفي الحديث تميز بالنزعة الفردية فالفيلسوف يحاول جاهداً التوصل الي آرائه و نظرياته بذاته ليتقصي الوقائع و يضع الفروض و يجري التجارب حتي يصل الي النتائج في غير خضوع لهدف محدد أو خطة مرسومة للحكومة أو السلطة الكنيسية ،فالفيلسوف الحديث يعمل في حرية شخصية في فردية و أصالة تتميز بهما الفلسفة الحديثة التي أكدت ذاتية الفرد و سلطت الأضواء علي شخصيته وأهمية وجوده و فكره0
3-سمة الدولية International :
تميزت الفلسفة الحديثة بسمة الدولية علي عكس الفلسفات القديمة التي كانت تعبر عن فكر شعوبها و قومياتها،بينما الفكر الفلسفي الحديث قد جمع بين كل هذه الفلسفات و نسقها و قدمها للإنسانية تراثاً عاماً تعرفه و تستفيد منه سائر الشعوب ،فالفسفة الحديثة قد قدمت للإنسانية تراثاً محدداً منظماً جمع بين القديم و الحديث تتداوله جامعات العالم و تحفظه مكتباتها بإعتباره ملكاً للإنسانية و ليس ملكاً لدوله أو قومية،ولا يعني تدويل الفكر الفلسفي علي مستوي العالم غض النظر عن الفكر الكلاسيكي و عن محاولة تجديده فالكثير من الدراسات الفلسفية تقدم أبحاث موضوعية عن الفلسفة القديمة في ضوء التيارات الفلسفية الحديثة0