القسم الأوّل: التصوّرات
[عدل] المدخل : العلم[6]
تمهيد: قسّم العلماء مراحل الإدراك والعلم إلى أربعة مراحل [7]:
المرحلة اسم المرحلة خصائص المرحلة مقارنة بين الإنسان والحيوان
الأولى الإدراك الحسّي
1. يولد الإنسان خالي النفس من كل فكرة وعلم فعلي، ولكن لديه استعداد فطري للتعلّم.
2. ثمّ يبدأ ينظر ويسمع ويذوق ويشمّ ويلمس؛ وبالتالي يحسّ بما حوله من الأشياء ويتأثر بها التأثّر المناسب (وهذا يعتبر أوّل درجات العلم)
يتشارك الإنسان في هذه المرحلة مع سائر الحيوانات، حيث يمتلك كل من الإنسان والحيوان هذه الحواس أو بعضها
الثانية الإدراك الخيالي
1. يبدأ الإنسان في هذه المرحلة بالتصرّف في صور المحسوسات المحفوظة عنه، فينسب بعضها إلى بعض مثلاً (هذا أطول من ذاك، وهذا الضوء أشدّ من الآخر، وغيرها من التصرّفات).
2. وقد يبدأ بتأليف بعض الصور من البعض الآخر والتي قد لا يكون لها وجود في الخارج، كتأليفه لصور الأشياء التي يسمع بها ولا يراها، فيتخيّل البلدة التي لم يرها، وهذا ما يطلق عليه " العلم الخيالي ".
قد يشاركه في هذه المرحلة بعض الحيوانات.
الثالثة الإدراك الوهمي
1. يدرك الإنسان في هذه المرحلة المعاني الجزئيّة التي لا مادّة لها ولا مقدار، مثل: حب أبويه له وعداوة مبغضيه، وخوف الخائف...
يطلق على هذا المرحلة مصطلح (العلم الوهمي).
قد يشاركه في هذه المرحلة بعض الحيوانات كذلك، ولكنّ هذه المرحلة هي آخر المراحل التي يتشارك فيها الإنسان والحيوان.
الرابعة الإدراك العقلي والفكري
1. هذه المرحلة تمثّل القوّة المودعة في الإنسان من قبل الله عز وجل والتي يدير بها دفّة مدركاته الحسيّة والخياليّة والوهميّة(فيميّز الصحيح من الفاسد، وينتزع المعاني الكليّة من الجزئيّات التي أدركها فيتعقّلها، ويقيس بعضها على بعض، وينتقل من معلوم إلى آخر، ويستنتج ويحكم، ويتصرّف ما شاءت له قدرته العقليّة والفكريّة...)
2. تعتبر هذه القوّة والقدرة هي المائز بين الإنسان وبين الحيوان، وهذا ما يجعل الإنسان إنساناً.
3. لأجل نمو العلم المكتسب بهذه القوّة، وضعت العلوم وألّفت الفنون.
4. من خلال هذا العلم تفاوتت واختلفت طبقات الناس.
5. علم المنطق وضع من بين العلوم؛ لأجل تنظيم تصرّفات هذه القوّة خوفاً من تأثير الوهم والخيال عليها، وبالتالي ذهاب الإنسان في صراط غير مستقيم.
يتميّز الإنسان عن الحيوان بهذه المرحلة فلا يشاركه الحيوان فيها أبداً.
بناءً على التمهيد السابق نستطيع أن نعرف أن الإدراك أو العلم إنّما هو انطباع صور الأشياء في نفس الإنسان لا فرق بين مدركاته في جميع المراتب المتقدّمة، وذلك كما تنطبع صورة الأشياء في المرآة، ولذلك عُرّف العلم بالتعريف التالي: