دولة العلم والايمان
دولة نبنها بأصول ثابتة لا تُقهر ، قواعدها تعاليم من رب الأكوان
وأعمدتها سنن خير الآنام ، وسقفها التقاء المزيجان ، القرآن والسنة
منها نُقيم البناء وبها يعلو إلي عنان السماء
نبدأها بـــ
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }
فهو الرابط ما بين الأرض والسماء وما بين الدنيا والآخرة
وما لنا لا يريدها البعض اسلامية ؟ وما أقام العدو دولته الا علي أساس ديني
فنجد لهم قوة بالرغم من التحريفات بها ولكن سر
قوتهم كمنت في التفافهم حول مبدأ وهدف واحد محوره الدين
فنجد دولتهم مسماها ديني (اسرائيل)
كنية عن يعقوب بن اسحاق نبيهم ، ثم
نجد الالتفاف حول الدين في تعلم العبرية لغة التوراة ، والأخذ منها
بكل السبل والمفاهيم من حكم ومواعظ ، وهي بالفعل جامعة للكثير
من القيم والحكم لا حصر لها ولمَّ لا وهي كتاب الله تعالي -الا المُحرف فيها -
كذلك نجد الطفل في مراحل عمره الأولي تُدرس له خريطة اسرائيل
محدد بها حدودها (من النيل إلي الفرات )
ويرسخ لدي الطفل هذا المفهوم مؤيداً بالتوراة وآياتها المُحرفة
فإن كان هذا حال اليهود قتلة الأنبياء خائني العهود مُحرفي كلام الله عن مواضعه
أقول إن كان هذا حالهم لمجرد الالتفاف حول الدين المُحرف والمبادىء الهادمة ،
فما بالنا عجزنا أن نقيم الدين الحق داخل العقول والنفوس
وما لنا ننفر من كل ما هو ينتمي إلي الدين وينادي البعض بالدولة
البعيدة عن الدين ، هذا الدين الداعي إلي إعمال الحواس جميعاً
ولا يكتفي بالعبادة المطلقة للخالق
وهذا يتضح من تأمل خواتيم معظم الآيات كـــ
(أفلا تذكَّرون) (أفلا تعقلون) (أفلا تبصرون) (أفلا تتفكَّرون)
ما لنا لا نمسك بحبل الله المتين ، ذلك الرباط الذي يوحد القلوب لا الأجسام
هذا الترابط الذي سجله التاريخ مواقف
يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد
الروم اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة:
وامعتصماه فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم:
من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم،
أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا،
أوله عندك وآخره عندى. ثم أسرع إليها بجيش جرار قائلا: لبيك يا أختاه!
،
ما أحوجنا اليوم لتلك الدولة العظيمة ، دولة العلم واللإيمان ، كلاهما مع اقترانهما بالعمل
هي مبتغي الأمل الآن ،وهو مبلغ السعادة لمن أرادها
فما أحوجنا لتطبق علوم الدين في الحياة بالعمل والفعل
بها نحيا ونُعمر الأرض ، وبها نسعد في الدارين